قال تعالى - سورة ال عمران - اية 84


قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ






لقد بعث الله لكل أُمة نبياً فكان منهم من ذُكر في القرآن الكريم، ومنهم من لم يُذكر

عدد الانبياء

قد ورد منهم خمسة وعشرون مرسلاً في القرآن الكريم. على أن ثمانية عشر منهم ذُكروا في سورة الأنعام، حين قال تعالى:

وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ*وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ*وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ

وذُكر آدم، وهود، وصالح، وشُعيب، وإدريس، وذو الكفل، والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في مواضع مختلفة من القرآن الكريم






خصائص الأنبياء

إنَّ للأنبياء والرُّسل العديد من الخصائص والصفات، وأهمّها ما يأتي

رِجالٌ من البَشر، اختارهم الله -تعالى- من بين البشر، وفضّلهم بالنّبوة والرِّسالة، وأيّدهم بِالمُعجزات، وأمرهم بتبليغ دعوته للناس؛ لِعبادة الله -تعالى-، وترك عبادة ما سواه، وجاءت الكثير من الأدلّة التي تُبيّن ذلك، كقول الله -تعالى- وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
دعوة جميع الأنبياء واحدة، وهي التوحيد ونَبْذ الشِّرك، و لِكُلِّ واحدٍ منهم شريعةٌ خاصةٌ به، تتناسب مع أحوال قومه، لقوله -تعالى-: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا
الأنبياءِ جميعهم عِبادٌ لله -تعالى-، ويُعَدُّ مقام العُبوديّة من أعلى المقامات، فقال الله -تعالى- عن نبيه مُحمّد -عليه الصلاة والسلام-: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا
الأنبياءِ جميعهم مِنَ البَشر؛ حيث يأكلون، ويشربون، وينامون، ويمرضون، ولا يملكون صفات الألوهيّة أو الرُبوبيّة، فقد جاء في القُرآن على لسان النبي مُحمّد -عليه الصلاة والسلام-: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ولكنّ الله -تعالى- اصطفاهم بالوحي والرسالة، لقول الله -تعالى-: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ








الحكمة من بعث الأنبياء

بعث الله -تعالى- الأنبياء للعديد مِنَ الحِكَم، ومنها ما يأتي

دعوة الناس إلى التوحيد، والبُعد عن الشِرك، لقول الله -تعالى-: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
بيانُ الطريقُ المُستقيمِ الموصلِ إلى الله -تعالى-، لقول الله -تعالى-: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

توضيحٌ للناس عن أحوالهم يومَ القيامة، وأنّ للمؤمن المغفرة والجنَّة، ولِلكافر النّار

إقامّة الحُجّة على البشر، لقول الله -تعالى-: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ

تبليغُ الناس ما يُحبُّه الله -تعالى-، وما يُغضبه، وإخراجُ الناس من العُبوديّة لغير الله -تعالى- إلى عبادته وحده، وتوضيحٌ للناس عن الغاية من خلقهم، وهي العِبادة وعمارة الأرض.

بيانٌ للناس عن الأُمور الغيبيّة التي لا يُمكنُ إدراكُها بِالعقل؛ كمعرفة الله -تعالى-، وأسمائه، وصِفاته، والملائكة، والجنّة، والنار، وغير ذلك من أمور الغيب

القُدوة الحَسنة للنِّاس؛ فقد عَصمهم الله -تعالى- من الشُبهات والشَّهوات، واتّصفوا جميعاً بالأخلاق الفاضلة.
















by ibrahim suliman